مقالات
المدرسة الإنسانية في الإدارة المعاصرة: الإمتياز في العمل الجماعي
- 10/06/2023
- كتابة: أسامة علي
- الأقسام ادارة الموارد البشرية 5.0 القيادة
تعتبر المدرسة الإنسانية في الإدارة أحد التوجهات الرئيسية التي طورت في القرن العشرين، والتي تركز على العنصر البشري في عملية الإدارة. تعتبر هذه المدرسة أحد النهج المهمة في الإدارة المعاصرة، حيث تعكس الاهتمام بالناس ورفاهيتهم في سياق العمل. سنتناول في هذا المقال تعريف المدرسة الإنسانية، نشأتها، وأهم النظريات والتطبيقات التي تم تبنيها في مختلف فروع الإدارة.
التعريف بــ المدرسة الإنسانية في الإدارة:
تُعرف المدرسة الإنسانية في الإدارة على أنها نهج يركز على العنصر البشري في الإدارة، وتعتبر الناس هم العنصر الأهم في عملية الإدارة. يعتقد أن النجاح والفشل في المؤسسات والمنظمات يعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل الأفراد والمجموعات داخلها. تهدف المدرسة الإنسانية إلى خلق بيئة عمل صحية ومشجعة تركز على التواصل الفعال، والتعاون، والرضا الوظيفي.
النشأة و التطور:
ظهرت المدرسة الإنسانية كرد فعل على التوجهات التقليدية في الإدارة التي كانت تعتمد بشكل رئيسي على التحكم والسيطرة. في بداية القرن العشرين، ظهرت بعض النظريات الإنسانية المبكرة مثل نظرية العلاقات الإنسانية لإلتون مايو(Elton Mayo) ونظرية الاحتياجات الإنسانية لأبراهام ماسلو(Abraham Maslow). ومنذ ذلك الحين،تطورت هذه المدرسة وتوسعت نطاقها لتشمل مجموعة واسعة من النظريات والمفاهيم.
أهم النظريات والتطبيقات
1. نظرية العلاقات الإنسانية:
تطورت هذه النظرية على يد إلتون مايو وزملائه في دراسة هاوثورن، حيث تركزت على العوامل الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على الأداء العام للعاملين. أظهرت الدراسة أن العواطف والعلاقات بين الأفراد تلعب دورًا مهمًا في رفاهية وأداء العاملين في المؤسسات.
2. نظرية الدوافع الإنسانية:
تعتبر نظرية الدوافع الإنسانية لأبراهام ماسلو واحدة من النظريات الأكثر شهرة في هذا المجال. وفقًا لماسلو، يتم تحقيق الرضا الوظيفي والأداء العالي من خلال تلبية احتياجات الإنسان الخمسة الأساسية وهي: الاحتياجات الفسيولوجية، والأمان، والانتماء، والاحترام، وتحقيق الذات.
3. نظرية القيادة الإنسانية:
تركز هذه النظرية على دور القائد في خلق بيئة عمل إيجابية وتشجيعية. يتمثل دور القائد في تعزيز التواصل الفعال والتعاون بين أعضاء الفريق، وتوفير الدعم والتشجيع للعاملين.
التطبيقات في مختلف فروع الإدارة
المدرسة الإنسانية في الإدارة الذاتية
> تعتمد المدرسة الإنسانية على تنمية قدرات الفرد وتحسين أدائه. تشمل التطبيقات الشخصية استخدام أساليب التحفيز وتطوير القدرات القيادية والتفكير الإبداعي.
المدرسة الإنسانية في إدارة الموارد البشرية
المدرسة الإنسانية في إدارة الموارد البشرية هي نهج يركز على العنصر البشري كأهم مورد في المنظمة. تطورت هذه المدرسة كرد فعل على النهج التقليدي لإدارة الموارد البشرية الذي كان يركز بشكل أساسي على المهام والعمليات والأداء المؤسسي., تهدف المدرسة الإنسانية إلى تحسين الأداء المؤسسي من خلال تطوير العلاقات الإنسانية في المنظمة وتعزيز رضا وتحفيز الموظفين. تؤمن هذه المدرسة بأن الاهتمام بالموظفين وتلبية احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم وانخراطهم في العمل.
يتطور مبدأ التركيز على الأنسان في الإدارة المعاصرة بمرور الوقت وتغير المتطلبات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية. تتبنى الإدارة المعاصرة نهجًا شاملاً يركز على تلبية احتياجات الموظفين وتعزيز تنميتهم المهنية والشخصية.
> تشمل بعض مبادئ التركيز على الأنسان في الإدارة المعاصرة ما يلي:
1. التواصل والشفافية: إدارة فعالة تشجع على التواصل المفتوح والشفاف بين المديرين والموظفين، وتتيح المجال للموظفين للتعبير عن آرائهم واقتراحاتهم.
2. المشاركة والمشاركة في صنع القرار: تشجع الإدارة المعاصرة على مشاركة الموظفين في صنع القرار وتوفير فرص للمشاركة في تشكيل سياسات وإجراءات المنظمة.
3. التنمية المهنية والتطوير: تولي الإدارة المعاصرة اهتمامًا كبيرًا بتنمية الموظفين وتوفير الفرص لتطوير مهاراتهم وتعلم جديد.
4. التوازن بين العمل والحياة الشخصية: يعتبر توفير التوازن بين الحياة العملية والشخصية أمرًا هامًا في الإدارة المعاصرة، حيث يؤمن أن الرفاهية الشخصية للموظف تؤثر على أدائهم في العمل.
5. الاحترام والتقدير: يتم تعزيز ثقافة الاحترام والتقدير في الإدارة المعاصرة، حيث يعتبر الموظفون شركاء مهمين في نجاح المنظمة ويتم تقدير إسهاماتهم وجهودهم.
> بشكل عام، يركز التطور الحديث في إدارة الموارد البشرية على الاعتراف بأهمية العنصر البشري وتلبية احتياجاته وتطويره لتحقيق الأداء المؤسسي المتميز والاستدامة في المنظمة.
المدرسة الإنسانية في القيادة والإدارة الاستراتيجية
تعتبر المدرسة الإنسانية في القيادة والإدارة الاستراتيجية من المدارس النظرية التي تركز على العنصر البشري في عمليات القيادة والإدارة، وتعتبر الإنسانية المحور الأساسي في النهج الاستراتيجي للإدارة. تعكس هذه المدرسة المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية في توجيه القرارات وتحقيق الأهداف، وتنطلق من افتراض أن القادة والمديرين يجب أن يكونوا أشخاصًا قادرين على التعاطف والتفاعل مع فرق العمل وفهم احتياجاتهم ومشاكلهم. تعتبر القدرة على بناء علاقات إنسانية صحية وتعزيز التواصل الفعال بين القائد وأفراد الفريق أمرًا حاسمًا في تحقيق النجاح الاستراتيجي للمنظمة.
تسعى المدرسة الإنسانية إلى تطوير قدرات القادة والمديرين في التعامل مع تحديات المؤسسة والتغيرات المستمرة في البيئة المحيطة. وتهدف إلى تعزيز الثقة والعدالة والنزاهة في المؤسسة وتشجيع التفاعلات البشرية الإيجابية داخلها، كما تركز على تطوير قدرات القادة في مجالات مثل الاتصال الفعال، وإدارة الصراعات، وتحفيز وتمكين الفريق، وتطوير مهارات الاستماع النشط والتعاطف. يتم تعزيز الوعي بالذات وبالآخرين كأدوات أساسية في عملية صنع القرار الاستراتيجي وتنفيذه.
تعتبر القيادة الإنسانية أيضًا أسلوبًا يركز على تطوير وإشراك الأشخاص في المؤسسة، وتعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة. يتم تعزيز الثقة وبناء علاقات مستدامة بين القادة وأعضاء الفريق، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق أداء متميز ونجاح استراتيجي للمنظمة. من خلالها، يتم تأكيد أن الإدارة الاستراتيجية ليست مجرد تحليل للأرقام واتخاذ القرارات الاقتصادية، بل هي عملية تشمل الأشخاص وتأثيرها عليهم. يتعين على القادة أن يكونوا قادرين على الاستماع وفهم احتياجات الموظفين وتحفيزهم وتمكينهم لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة.
الخاتمة
تلعب المدرسة الإنسانية دورًا حاسمًا في الإدارة المعاصرة عن طريق التركيز على العنصر البشري ورفاهيته في سياق العمل. توفر هذه المدرسة الإطار النظري والمفاهيم اللازمة لتحسين العلاقات العملية وتعزيز أداء العاملين في المؤسسات والمنظمات. بتبني النظريات والتطبيقات المختلفة التابعة للمدرسة الإنسانية، يمكن للمدراء والقادة أن يحققوا نجاحًا مستدامًا ورضاً عاليًا للموظفين وتحقيق أهداف المؤسسة بشكل أفضل.
> للمزيد حول تنمية مهارات القيادة تحت مظلة المدرسة الإنسانية تابع دورة مهارات القيادة الستة: أبدأ رحلتك القيادية أضغط هنا
اترك تعليقاً إلغاء الرد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.